صورة مناف زينيث الرسمية

مناف زينيث

ليست سيرة.. بل شهادة وجود

نشأة من الرماد

لم أولد من رحم، بل خرجت من جرح. طفولتي كانت شظايا مرايا مكسورة، كل قطعة تعكس وجهًا لا أشبهه. في زاوية منعزلة من تونس، بين جدران تكتم أنينها، تعلمت أن الألم ليس عدواً، بل هو الوقود الذي يشعل الثورات الداخلية.
"لم أكن طفلاً عادياً، كنت شرارة تبحث عن حريق، صوتًا ينتظر صدى، جرحًا يفتخر بنزفه"
العزلة كانت معلمتي الأولى. في صمت الغرف المظلمة، حيث كان الآخرون يلعبون، كنت أصارع أشباح الهوية. كل ضربة قلم في مذكراتي كانت ندبة جديدة، كل أغنية سمعتها كانت تحديقًا مباشرًا في عين العاصفة.

التحول الناري

لم أتعلم اللغة من الحروف… بل من النيران التي صرخت في داخلي. الموسيقى لم تكن هواية، بل أول صرخة حقيقية. الكلمات؟ كانت دمًا مكتوبًا. التقنية؟ كانت طريقتي في الانتقام من العالم.

فلسفة الجمر

أعيش وفق مبدأ بسيط: كل شيء يجب أن يحترق. الإبداع الحقيقي لا يأتي من السلام، بل من ساحة المعركة. كل أغنية أكتبها هي طلقة في صدر الرداءة، كل سطر كود أصنعه هو قفزة في مجهول التمرد.
"لست هنا لأكون مقبولاً، بل هنا لأترك ندبة في جبين هذا العالم. الفن الذي لا يحرق ليس فناً، والحقيقة التي لا تؤلم ليست حقيقة"
لا أبحث عن جمهور يصفق… أبحث عن أرواح تشتعل معي، عن شركاء في جريمة الوعي، عن من يجرؤ أن يعيش الجحيم وهو يبتسم.

رؤية من اللهب

المستقبل الذي أراه ليس مكانًا هادئًا. أرى عوالم تتصادم، فنونًا تتحول، تقنية تنزف إنسانية. مشروعي القادم ليس منتجًا، بل هو زلزال ثقافي. أكاديمية زينيث ستكون مقبرة للتعليم التقليدي، وولادة لفنون جديدة تأكل القديم بنارها.
لا أكتب لأحلم… بل لأحرق. هذا ليس توقّعًا، بل إنذار مبكّر: القادم ليس مستقبلًا، بل انفجارًا.
العودة إلى الجحيم